فندق بــ 12 غرفة ومخصص للحكام ومسؤولي الكنفيدرالية فقط!!

الزيارة التي أداها مؤخرا الوفد التونسي المتكون من عبد الحميد الهرقال وحامد كمون وروجي لومار الى غانا وتحديدا الى مدينة تامالي التي وقع عليها اختيار اللجنة المنظمة و«الكاف» لتحتضن منافسات المجموعة الرابعة لحساب الدور الاول كانت خطوة ضرورية بل وحتمية خاصة بعد ان حصلت الجامعة على معلومات تؤكد ان ظروف العمل والاقامة صعبة جدا في تامالي... فكان لا بد من مهمة رسمية على عين المكان... وقد علمت «الصحافة» ان عديد المفاجآت غير السارة طبعا كانت في انتظار الوفد التونسي...
استغلال الحدث لانعاش تامالي !!
في البداية نؤكد حسب مصادر موثوق بصحتها ان تعيين مباريات المجموعة الرابعة (تونس والسينغال وجنوب افريقيا وانغولا) كان قرارا سياسيا ذلك ان مدينة تامالي ذات الأغلبية المسلمة من السكان تعتبر فقيرة وذات موارد محدودة جدا ولا تتوفر بها التجهيزات والمنشآت الفندقية والرياضية اللازمة لحدث بهذا الحجم... وقد اتخذ القرار بهدف إنعاش المنطقة اقتصاديا واستغلال كأس إفريقيا لتحسين وتطوير عديد الخدمات... ولكن لماذا يتم هذا على حساب المنتخبات... ولماذا لم تكن الكنفيدرالية الافريقية صارمة مع اللجنة المنظمة بخصوص احترام كراس الشروط؟!
نزل مريم: 12 غرفة فقط!!
قد لا نبالغ اذا قلنا أن الوفد التونسي الذي زار مؤخرا تامالي صدم بما وجده «على الميدان»... فأفضل نزل بالمدينة اذا انطبقت عليه التسمية ـ هو نزل مريم وبه 12 غرفة فقط وهو مخصص للحكام ولمسؤولي «الكاف» كما يوجد بالمدينة فندقان هما عبارة عن «وكالتين» صغيرتين لا تتوفر بهما أبسط الشروط الصحية...
مبيت جامعي لإقامة 4 منتخبات!
أين ستقيم اذن وفود المنتخبات الاربعة التي ستلعب مبارياتها في تامالي؟ اللجنة المنظمة خصصت لها مبيتا جامعيا بأربعة طوابق مازال في طور الإنجاز... ولا شك أن عديد الخلافات ستنشب بين الوفود لاحقا وسببها طبعا «الطوابق الأربعة»... فمن سيقيم في الطابق الأول ومن سيرضى بالثاني أو الثالث أو الرابع؟!
مطبخ واحد... ولا وجود لقاعة اجتماعات!!
خلال زيارة الوفد للمبيت وقع اكتشاف عدة حقائق مرّة... فالغرف مازالت في طور الانجاز والاثاث غير موجود ولا يوجد بالمبيت سوى مطبخ وحيد فهل يعقل هذا؟! أربعة وفود كاملة ستتناول فطور الصباح والغداء والعشاء في مكان واحد!!
ماذا سيفعل الطباخون وكيف سيتصرفون من اجل اعداد الوجبات في نفس المطبخ....؟! وعلى صعيد اخر لا تتوفر في المبيت أية قاعة إضافية يمكن تخصيصها للاجتماعات الفنية أو لحصص الفيديو... وفي الاثناء يردد المسؤولون الغانيون ان كل شيء سيكون على احسن ما يرام بعد شهرين!!
الملعب شيد حديثا بأياد صينية ... لكن التدريبات في «البطاحي»!!
نأتي الان الى ظروف العمل على الميدان... واذا كان ملعب تامالي بمثابة الانجاز الكبير حيث وقع تشييده حديثا بخبرات وبدعم كبير من دولة الصين فإنه لا يوجد اي ملعب اخر بالمدينة يمكن تخصيصه للتمارين اليومية... وكل ما عثر عليه الوفد هي «بطاحي» منتشرة هنا وهناك ولا اثر لاي فضاء معشب!!
وهذه النقطة هامة للغاية وهي مخالفة لشروط «الكاف» اذا لا بد ان توفر اللجنة المنظمة للحدث ملاعب مخصصة للتمارين ويجب ان تكون معشبة... فهل سيقع تعشيب البطاحي في تامالي في ظرف شهرين؟!
احتجاج رسمي من السينغال
في نفس هذا الاطار علمت «الصحافة» ان وفدا رسميا من السينغال زار منذ فترة وجيزة مدينة تامالي وذهل للثغرات الموجودة على مستوى الاقامة والتدرب وغيرها وقد اجتمع رسميا لدى الاتحاد الافريقي...
هل يضطر منتخبنا إلى الاقامة بأكرا؟
في ظل الصعوبات والعوائق العديدة الموجودة في تامالي والتي لها تأثير مباشر على الاستعدادات الذهنية والفنية والنفسانية للاعبي المنتخبات الاربعة على حد سواء من غير المستبعد ان تسارع الجامعة التونسية لكرة القدم خلال هذا الاسبوع الى الاتصال رسميا بـ «الكاف» للاحتجاج على النقائص الموجودة في تامالي... ومن ثمة قد تختار جامعتنا باقتراح من الاطار الفني أن يقيم المنتخب الوطني بالعاصمة الغانية اكرا على ان يتحول الى تامالي قبل 24 ساعة من كل مباراة... علما وأن الرحلات الجوية الداخلية متوفرة، ولو انها غير منتظمة كما يجب... وتستغرق الرحلة بالطائرة من أكرا الى تامالي ساعة و15 دقيقة (المسافة بين المدينتين 700 كم)... علما وان الوفد التونسي الذي زار مؤخرا تامالي اضطر الى العودة الى أكرا على متن حافلة صغيرة بما أنه لم يجد رحلة جوية الى العاصمة الغانية!!
كلمة السر: قضاء اقصر فترة ممكنة في تامالي
في كل الحالات والأحوال فإن الاجماع حصل لدى الوفد التونسي الذي تحول الى غانا حول ضرورة التحول الى تامالي في اخر وقت... مع العمل على البقاء في المدينة أقصر مدة ممكنة لأن ما وفرته لجنة التنظيم سيجعل الأعصاب متوترة ولان النقائص عديدة ومتعددة ومن الصعب جدا التكيف والتأقلم معها...
وانطلاقا من كل هذه المعطيات من غير المستبعد ان يشهد برنامج تحضيرات المنتخب التونسي بعض التغييرات وسوف يحسم المكتب الجامعي هذا الامر خلال اجتماعه المقبل وفق التقرير الذي اعده الوفد الذي تحول الى غانا... والأهم من هذا هو ان تتحرك الجامعة بكل قوة وتضغط على «الكاف» على أمل تحسين بعض الامور في تامالي لأن ما يجري الان في هذه المدينة ينذر بمشاكل كبيرة عندما تصل الوفود الاربعة التابعة للمجموعة الرابعة الى غانا!!