اسرار الزمان المدير
عدد الرسائل : 849 العمر : 51 الموقع : Tunisia تاريخ التسجيل : 12/10/2007
| موضوع: مباراة النمسا ـ تونس (0/0) الجمعة نوفمبر 23 2007, 16:41 | |
| تحسن واضـح في الأداء الجماعي... وتأقلم ناجح مع ظروف اللقاء بعد اللقاء ضد ناميبيا في رادس ورغم الفوز بنتيجة 0/2 فان المنتخب الوطني التونسي لم ينجح بكسب ثقة جماهيره وجل الملاحظين ذلك ان اداءه يومئذ لم يكن مقنعا حتى ان الانتصار جاء بفضل مجهود فردي من جمعة وعلاء يحيى في حين ظلت عدة نقاط استفهام مطروحة بخصوص تناغم وتكامل الخطوط ولهذا السبب بالذات قلنا ان الاختبار ضد النمسا هام جدا بالنسبة للاعبين في المقام الاول لأن عملية الغربلة قبل ضبط القائمة النهائية للاعبين الـ 23 الذين سيتحولون الى غانا ستتم بنسبة هامة على ضوء العطاء خلال موعد فيانا... بداية حذرة لاحتواء المنافس مثلما كان متوقعا راهن المنتخب التونسي في بداية المباراة على النضج التكتيكي للاعبيه لاحتواء منافس كان بامس الحاجة الى التدارك بعد عثرته يوم الجمعة الفارط امام جمهوره ضد انقلترا. معلول ولومار أدخلا عديد التحويرات على التشكيلة الاساسية وكان هنالك تعليمات واضحة جدا بخصوص عملية اعادة التمركز في وسط الميدان كلما استحوذ المنافس على الكرة لاحداث تفوق عددي في هذه المنطقة الحيوية واغلاق المنافذ أمام النمساويين... وقد نجحت الخطة بنسبة هامة بفضل اندفاع المناري ومهدي النفطي وانضباط زعيم وجمعة الذي أحكم التغطية وانتعش بدنيا مما جعله ينجح في الدورين الدفاعي والهجومي... لكن من الانعكاسات السلبية لهذا التوجه التكتيكي ان سانطوس ظل شبه معزول في الخط الامامي.... وبقدر اقتراب خطي الوسط والدفاع من بعضهما مما جعلهما لا يجدان صعوبة في امتصاص ضغط المحليين بقدر ما غابت الهجمات المركزة والجماعية خلال جل فترات الشوط الاول... وكان واضحا ان الاطار الفني خطط باحكام لانهاء الفترة الأولى دون قبول أهداف... وقد وفق في مسعاه ولو ان المنتخب النمساوي لم يظهر قدرات وامكانات كبيرة ولم يتمكن من فرض ضغط متواصل او نسق معين... وفي كلمة لعب منتخبنا بندية تامة وكسب زملاء الحقي جل الحوارات المباشرة وهو ما دعم ثقتهم بقدراتهم... لماذا لم تحضر الجرأة منذ مطلع الفترة الثانية؟ مع انطلاق الشوط الثاني لم يطرأ اي تغيير على الخطة وعلى التشكيلة وهو ما يعكس رضاءالاطار الفني على عطاء المجموعة... وفي الاثناء حاول النمساويون المرور الى السرعة القصوى واجتهدوا على الاروقة وفي عمق دفاع منتخبنا لكنهم وجدوا دفاعا متماسكا وجاهزا بدنيا وتكتيكيا كما ان الحارس المثلوثي كان في مستوى الانتظارات... وبالمقابل كان الهجوم يمثل نقطة استفهام كبرى في اداء منتخبنا فبلعيد يخشى المجازفة ولا يملك شخصية قوية تجعله يتحرّر من «القيود» التكتيكية ويلعب بجرأة اكبر... وسانطوس «مهووس» بالتهديف وهو يعلم جيدا ان الضغوطات المسلطة عليه وانه مطالب بتأكيد جدارة لومار فيه ولذلك فانه غير مرتاح ذهنيا ونفسانيا وهو ما يؤثر مباشرة على عطائه امام المرمى ولو ان فرص التهديف كانت قليلة خلال الفترة التي لعبها وهكذا ظل عصام جمعة هو الوحيد الذي بمقدوره احداث الخطر كلما تحرك لكن هذا غير كاف اذا لم تحضر المساندة من الخلف. وقد أكدت مجريات المباراة ان منتخب النمسا لا يفوق منتخبنا في شيء بل أننا كنا متأكدين من قدرة زملاء المناري على المسك اكثر بزمام الامور ولم لا الفوز اذا آمنوا بقدراتهم وجازفوا وهذا ما حصل تقريبا بعد انضمام الشيخاوي والشرميطي وبن سعادة حيث انتعش الخط الامامي لان التنشيط الهجومي ارتقىالى درجة افضل... فالشيخاوي وبفضل مهاراته العالية اربك النمساويين وحصل على عديد المخالفات وحمل الخطر الى مناطق المنافس... والشرميطي استغل انتعاشته البدنية ليحرج دفاع المحليين ويهدد مرماهم.... ولو ركز جيدا لكان بمقدوره التسجيل في منافسبتين اما بن سعادة فانه اضفى مزيدا من الحركية على اداء خطي الوسط والهجوم فكانت الكرة تصل الى الهجوم بالسرعة اللازمة وهذا ما يفسر الىحدّ ما تلك السيطرة النسبية التي فرضها منتخبنا الذي ضيق الخناق على منافسه حيث كان بمقدوره انهاء المباراة لصالحه لو حضرت الواقعية في الامتار الأخيرة... وقد أكد روجي لومار لوسائل الاعلام الحاضرة اثر المباراة: «اعتقد ان المباراة كانت شيقة وممتعة... وشخصيا اعتبر النتيجة جيدة خاصة واننا لعبنا في فيانا... المنتخب التونسي لعب بذكاء كبير وهذا ما يعجبني فيه كما اننا اعددنا جيدا للمباراة... ولعبنا بحذر في بداية اللقاء وذلك بهدف مزيد التعرف على المنافس واحتواء نقاط قوته... لكن مع الاسف الشديد خانتنا اللمسة الأخيرة خلال الشوط الثاني حيث قدمنا مردودا طيبا للغاية وسنحت لنا عدة فرص واضحة لم نستغلها على الوجه الأكمل... واليوم وجدت اللاعبين متحمسين ومتحفزين لتحقيق نتيجة جيدة وهو ما انعكس على مردودهم بالمقارنة مع اللقاء السابق ضد ناميبيا... وانا مرتاح وسعيد بانضباط المجموعة وبعطائها... وقد جازفنا اكثر في الشوط الثاني بعد ان تأقلم اللاعبون مع خصوصيات اللقاء... وبخصوص النمسا انا افهم ضغوطات الاحباء لكن الحكم النهائي على هذا المنتخب يجب ان يتم خلال نهائيات بطولة اوروبا للامم لا خلال التحضيرات». لماذا يكون الاداء أحسن ضد «الاوروبيين»؟! بقطع النظر عن قيمة النمسا وامكاناتها والاراء هنا مختلفة لا يجب ان نصدر حكما قطعيا على هذا المنافس الذي فاز منذ فترة قصيرة على الكوت ديفوار 2/3 لكنه ظهر بمستوى «متواضع»ضد منتخبنا.... وما يهمنا بالاساس وفي المقام الاول هو عطاء ومردود منتخبنا... وضد النمسا لمسنا تحسنا ملحوظا ومطمئنا على عديد ا لمستويات... واحقاقا للحق فان الامر لم يفاجئنا لاننا نعلم جيدا ومنذ سنوات طويلة ان اللاعب التونسي يجد متعة كبيرة وحوافز ذاتية ورغبة شديدة بالبروز والتألق ضد الأوروبيين وان منتخبنا خاض افضل مبارياته ضد كبار أوروبا... ورغم ان عديد اللاعبين جاؤوا من أوروبا في حين دخل عدد هام عالم الاحتراف فان العقلية لم تتغيّر كثيرا وشتان بين العطاء ضد ناميبيا... والمردود ضد النمسا!! وما نأمله صراحة هو الا تكون الانتعاشة المسجلة في فيانا ظرفية.... وان تشكل مباراة أول أمس ضد النمسا حافزا جديدا للمنتخب لاحكام الاعداد للنهائيات القارية... | |
|