ما الجدوى من الإفراط في النزعة الدفاعية؟

قبل شهرين من المشاركة في نهائيات كأس افريقيا للامم بغانا خاض المنتخب الوطني مقابلة ودية مع نظيره النمساوي في فيانا مساء الاربعاء انتهت بالتعادل (0-0) وكانت المباراة باهتة، باردة برودة الطقس في النمسا اي في اجواء مخالفة تماما عن الاجواء الافريقية وحرارة الاجواء هناك على جميع المستويات.

النتيجة الحاصلة تعكس بحق مستوى المنتخبين اللذين لاحا بعيدين كل البعد عن المستوى المطلوب كحد ادنى على الاقل، الممرن روجي لومار لم يتمكن من تحقيق ابرز اهدافه ألا وهي تحديد تشكيلة شبه نهائية لوضع اللمسات الاخيرة بعد الود وقبل الجد، بل سعى الى تغطية عيوب المجموعة بالسعي الى عدم قبول اهداف ومن حين الى اخر القيام بهجمات معاكسة غير مدروسة وغير منظمة والدليل ان معظم لاعبي التشكيلة المعتمدة كانت نزعتهم دفاعية بحتة. فما الفائدة من اختبار كروي غابت عنه المساندة للخط الامامي وكذلك المباردة والمجازفة ان لزم الامر. فدوس سانطوس بقي معزولا عن بقية زملائه طيلة الدقائق الـ75 التي شارك فيها هذا اللاعب وتم منحه اكثر من فرصة لكن دون جدوى فمشاركاته كانت عقيمة دون وجود زياد الجزيري الذي ترافق غيابه نقاط استفهام عديدة. نقائص متعددة بدت في هذا اللقاء في عناصر منتخبنا في مستوى تناغمها وتلاؤمها مع بعضها البعض بغض النظر عن بعض الاستثناءات فالحارس ايمن المثلوثي فسخ ما لا يقل عن هدفين وعصام جمعة بذل جهودا مضنية الى حد «نفاد المخزون» فقدم عطاء كبيرا فاق كل طاقاته، ومن النقائص التي لاحت لكل من تابع المباراة خسارة كل الثنائيات ولكن الربع ساعة الاخير بدا مختلفا تماما بعد اقحام الشرميطي والشيخاوي ونفخة الذين ادخلوا حركية كبرى على الخط الامامي الذي استعاد ديناميكيته وخطورته المعهودة ولكن على امتداد فترتي اللقاء بدا واضحا ان المجموعة كانت تفتقر الى لاعب وسط ميدان قادر على تحمل اعباء الدفاع والهجوم في نفس الوقت وكان من المفروض ان تكون التشكيلة الاساسية واضحة ومستقرة كذلك الشأن بالنسبة الى التشكيلة الاحتياطية لاعداد الجميع للحدث ليأخذ الاطار الفني بعين الاعتبار كل السيناريوهات المحتملة اثناء الفترة القادمة سواء كان ذلك بالنسبة الى الاصابات والعقوبات او الطوارئ والمفاجآت.

لقاء الاربعاء ابرز العديد من النقائص المتمثلة بالخصوص في الاحتفاظ بالكرة من قبل البعض والوقوع في الفخ النمساوي ألا وهو التسلل الذي «سقط» فيه دوس سانطوس في اكثر من مناسبة، كل ذلك يتعارض مع مواصفات كرة القدم العصرية ولا يتماشى مع كرة القدم الافريقية التي تتطلب لياقة بدنية ممتازة وخبرة واسعة وقدرة فائقة على المبادرة والمباغتة. لقد ضاع كثير من الوقت وبدأنا نتحسر عليه فالتونسيون بمن فيهم المسؤول والمحب واللاعب يرفضون العودة الى الوراء ويتوقون الى ما هو افضل سواء على مستوى النتائج او الاداء، الان اصبح منتخبنا في سباق مع الزمن، لقد بات من الضروري التركيز على المجموعة التي ستشارك في نهائيات كأس افريقيا للامم والابتعاد عن الاختبارات التي اصبحت عشوائية وذلك لتخصيص الوقت المتبقي لاعادة الروح للمجموعة وترسيخ مختلف الاليات خاصة ان منتخبنا امامه رهان كبير في هذه التظاهرة الكروية الافريقية ولذا فان الدعم المعنوي للمجموعـة ضروري وضروري جدا.