كل من تابع لقاء منتخبنا الوطني ومضيفه ونظيره النمساوي لا شك أنه لاحظ كيف أن الاطار الفني لفريقنا الوطني مازال متمسّكا بمواصلة الاختبارات دون مبالاة باقتراب موعد نهائيات غانا للأمم الافريقية التي نبدأ فيها بأول مشاركة لنا بعد شهرين بالكمال والتمام وذلك في مواجهة السينغال.. وإذا ظلّ لومار متعصّبا لآرائه وخياراته ومحاولا ذر الرماد على العيون بالبحث عن النتائج التي تحققت نسبيا سواء أمام منتخب الامارات (1 ـ 0) أو أمام ناميبيا (2 ـ 0) أو أمام النمسا (0 ـ 0) فإن الخبراء والأخصّائيين والجمهور الرياضي ككل لم يقتنعوا بعد بما أتاه لومار الذي لم يستقر رأيه بعد على تشكيلة مثالية ومازال يعتقد أن منتخبنا الوطني بمثابة المخبر الذي يجرب فيه شطحاته خاصة إذا علمنا أن المنتخبات التي واجهناها لا تنصهر بشكل أو بآخر في منظومة المنتخبات التي سنلتقيها في الدور الأول لنهائيات غانا 2008 فما بالك بالأدوار المتقدمة وإذا أسعفتنا الظروف لذلك..
حيرة... وتساؤل...؟!
ومهما اختلفت الآراء فإن المنطق يفرض حقيقة تحديد التشكيلة المثالية لمنتخبنا الوطني وحتى بعض البدلاء القادرين على تقديم الاضافة عند إشراكهم وإقحامهم الى الفريق غير أن لومار بعثر الأوراق وبعث في نفوسنا الحيرة والتساؤل جميعا ليعلن أنه غير مكترث بالمرة بهذه المشاركة التي نريدها فعالة ومتوازنة مع حظوظنا كمنتخب تونسي شارك في أربع مناسبات في كأس العالم (الأرجنتين 1978 وفرنسا 1998 واليابان وكوريا الجنوبية 2002 وألمانيا 2006)، كما شارك في نهائيات كأس إفريقيا للأمم منذ دورة 1962 بأثيوبيا و1963 بغانا وبتونس 1965 حين أدرك الدور النهائي وبغانا أيضا سنة 1978 وبليبيا 1982 وبتونس 1994 وجنوب افريقيا 1996 حين أدرك الدور النهائي أيضا وببوركينا فاسو 1998 وبغانا ونيجيريا 2000 وبمالي 2002 وبتونس 2004 حين رفع التاج الافريقي لأول مرة وبمصر 2006 وهو ما يعني أن مشاركتنا هذه التي ستكون بغانا 2008 تعتبر هي رقم (13).
ثلاثي... وبعد؟
من خلال المباريات الودية التي اعتمدها لومار يتجلى بكل وضوح أن الثلاثي الذي أصبح شبه مؤكد ليكون في التشكيلة المثالية يتكون من كريم الحقي ومهدي النفطي وعصام جمعة.. أما الآخرون فإنهم مازالوا متأرجحين بين الشك واليقين وهو ما يعني أن الأمر مازال غامضا وذلك على مختلف المراكز وخاصة إذا علمنا أن الظهير الأمين مثلا لم يستقر الرأي لا على صابر بن فرج ولا على دافيد الجمالي الذي يؤكد لومار اعجابه به كثيرا رغم عدم دعوته مؤخرا ولا على صالح مزالي.. شأنه شأن مركز حراسة المرمى التي مازالت غير جلية بين حمدي القصراوي وأيمن المثلوثي ومثله في مركز الظهير الأيسر الذي لا نعرف هل أنه سيعتمد ياسين ميكاري أو وسام البكري ولا من سيكون الى جانب حي في محور الدفاع ولا في خط الوسط ولا في الهجوم ولا حتى على بنك البدلاء..؟!
من يتدخل لوضع حدّ لشطحات لومار؟
قد تتبعثر الأوراق من جديد وقد يوجه لومار الدعوة الى لاعبين آخرين فضلا عن إعادة الجزيري والجعايدي ليبقى الأمر على حاله في الوقت الذي لم يبق عن أول لقاء لنا في الدورة (26) لنهائيات غانا غير شهرين اثنين (23 نوفمبر ـ 23 جانفي) وقد يعود الى صوابه وقد يتمسك بعناده ولجاجته خاصة أن ودياتنا لا محل لها من الاعراب الكروي خاصة إذا علمنا أننا نستعدّ لنهائيات افريقية مع فرق أوروبية وآسيوية (النمسا والامارات) دون اعتبار ناميبيا التي تعرف هي نفسها أنها ستنسحب منذ الدور الأول من مجموعة تضم غانا والمغرب وغينيا.. ولكن من يتدخل لوضع حدّ لشطحات لومار..؟