النجم أحرج «بوكا» وخاصة تكتيكيا لكنه لم يؤمن بحظوظه الى النه

عاد مؤخرا المدرب الوطني السابق عمار السويح الى تونس بعد تجربة قصيرة في الامارات مع نادي الظفرة... وكان السويح مرشحا خلال الصائفة الفارطة للاشراف على أحد أكبر ناديين في العاصمة لكنه اختار الهجرة مجددا اثر نجاحه الباهر مع الاتفاق السعودي وتتويجه معه بكأس الخليج للاندية. والمعروف عن السويح هوسه بكرة القدم العالمية وسعة اطلاعه على أهم التجارب وخصوصيات اكبر المدارس ولذلك تراه شديد الحرص على مواكبة ومتابعة اهم الاحداث والدورات الدولية مثلما يحدث الان مع مونديال النوادي باليابان الذي يشارك فيه بطل افريقيا 2007 وممثل الكرة التونسية والفريق السابق للمدرب السويح النجم الساحلي... هذا الفني كسب حجما كبيرا بعد أكثر من عشريتين في عالم التدريب وأصبح من أهم الاسماء التونسية في مجاله كما ان اسهمه في ارتفاع لا سيما بالخليج العربي... وقد نزل ضيفا على «الصحافة» اثر اللقاء الثاني للنجم الساحلي ضد بوكاجونيور الارجنتيني.
ـ ما هو تقييمك لمباراة النجم وبوكا؟
اعتقد ان النجم الساحلي شرف كرة القدم التونسية والعربية والافريقية وترك انطـباعات جيدة ولو ان بوكا لم يظهر صراحة بمستوى «كبير» وهذا لا ينقص في شيء من قيمة اداء ممثلنا... ذلك ان النجم لعب بندية تامة ضد منافسه وتفوق عليه في احيان كثيرة مثلما احرجه في عدة مناسبات.... بفضل تنظيمه الجيد ونجاحه بنسبة هامة من الناحية التكتيكية. ومن الواضح ان الاطار الفني للنجم درس المنافس جيدا واعد له تكتيكيـا بذكاء... لكن عيب النجم ا نه لم يؤمن بحظوظه الى النهاية وبالقوة المطلوبة وتأثر الى حدّ ما باسبقية بوكا...
ـ اذا كان النجم وفق تكتيكيا... فما الذي جعله لا يكسب المباراة ضد الأرجنتيين؟
بعض الجزئيات حرمت النجم الساحلي من انجاز تاريخي ضد بوكا... وهنا لابد من العودة الى اللقاء الاول ضد باشوكا والذي خاضه النجم في ظرف خاص باعتبار قيمة الحدث وصغر سن عديد اللاعبين وقلة خبرتهم... يومئذ كانت الغلبة لباشوكا من حيث نسبة امتلاك الكرة 64 مقابل 36 وهذا المعطى يؤكد ان النجم لهث طويلا خلف الكرة قبل ان يفوز... ومن الطبيعي اذن ان تتأثر اللياقة البدنية للاعبين ضد بوكا... وقد وقفنا على هذه الحقيقة لا سيما في ا لفترة الثانية... فرغم اسبقيته العددية لم يقدر النجم على استغلال هذا التفوق... كما ان الواقعية غابت مع الاسف... اذ سنحت للنجم ما لا يقل عن اربع فرص واضحة جدا لكن النجاعة خانت زملاء الشرميطي بفعل التسرع والرغبة الشديدة بادراك التعادل... وبالمقابل لم يهدر بوكا الفرصة التي توفرت له... والمهم رغم الهزيمة ان النجم امتع واقنع وقدم مردودا جيدا وافضل مما اعطى ضد باشوكا مثلما تؤكد ذلك الارقام والاحصائيات الخاصة باللقاء الثاني.
ـ ألا تعتقد ان النجم كان ضحية قلة «فورمة» بعض لاعبيه وكذلك اصابة اوقمبيي؟
الفورمة تحضر وتغيب هذا لا جدال فيه.... وما من شك في ان بعض اللاعبين على غرار نفخة ومرياح وبن فرج لم يظهروا ضد «بوكا» بمستواهم المعهود لكن لا يجب ان ننسى الاطار العام للتظاهرة وقلة خبرة ممثلنا بمثل هذه المواعيد وبعض الجزئيات الاخرى ومنها فارق التوقيت وصعوبة التأقلم بالسرعة اللازمة مع هذا الوضع الجديد... وبالنسبة لاوقمبيي يبدو لي ان خروجه اثّر على نجاح وتوازن وسط الميدان خاصة وان نفخة لم يكن في يومه... وعندما تتجمع كل هذه المعطيات نجد تفسيرا منطقيا لعجز النجم عن استغلال تفوقه العددي رغم كل المجهودات المبذولة... وهنا نتذكر وزن وتأثير عاملي الخبرة وقوة المهارات الفردية.
ـ هل توافقنا الرأي بأن قرار التعويل على ساكو منذ البداية مكان ضيف الله لم يكن صائبا؟
من الصعب جدا اصدار حكم قطعي حول هذه النقطة لاننا لا نتحكم من موقعنا هذا في كل المعطيات.. والاطار الفني للنجم له بالتأكيد حساباته واختياراته ونظرته للاشياء... ولو فاز النجم لتغير الحكم.... وشخصيا بدا لي ان مارشان وزعبوب تخوفا من القدرات الفنية الفردية للاعبي بوكاجونيور وهذا منطقي فراهنا على ساكو كمتوسط ميدان خامس في الحالة الدفاعية ومهاجم ثان عندما يفتك الفريق الكرة... فاعطيا الاولوية للتغطية وافتكاك الكرة في وسط الميدان رغم ان ضيف الله قدم مردودا ممتازا ضد باشوكا لكن لكل مباراة ظروفها وخصوصياتها.. والنجم كان افضل ضد «بوكا» حيث ارتقى درجات بمستواه الفني وبأدائه لكن بعض الجزئيات كانت حاسمة... والهفوة التي ارتكبها الدفاع على مستوى المحاصرة والتغطية كانت قاتلة حيث لم يترك كاردوزو الفرصة تمر دون هز الشباك...
وتلك هي أحكام الكرة فنادي باشوكا المكسيكي لعب افضل من بوكا ضد النجم لكن ممثلنا اطار به قبل ان يخسر ضد ممثل الارجنتين رغم ادائه الممتاز...
ـ في كل الأحوال لا شك ان النجم استفاد من هذه المشاركة؟
هذا لا جدال فيه ولكن المطلوب اكثر هو احكام استثمار هذه التجربة على جميع المستويات لا سيما اداريا للارتقاء اكثر بالنادي وإكسابه حجما أكبر...
ـ هل بامكان النجم مزيد البروز خلال اللقاء الرئيسي؟
هذا يتوقف على عدة معطيات من بينهما اسم المنافس لكن لا أحد بامكانه ان يتكهن بما سيحدث... فهل ستؤثر الهزيمة ضد «بوكا» على المعنويات والاذهان؟ وهل ستبقى شعلة الحماس والطموح مشتعلة ام ان اللاعبين سيكتفون بما وصلوا اليه... وهل ستحضر الحوافز أم لا... وماذا عن اللياقة البدنية...؟ كل هذه العوامل لها دخل وتأثير مباشر على سير اللقاء وعطاء اللاعبين... والمهم بالنسبة الينا ان يخوض النجم المباراة الترتيبية بنفس الروح والاندفاع والاصرار على النجاح... فالضغوطات غير موجودة ونأمل ان تتحرر الاقدام اكثر ليكون الموعد مع فوز جديد.
ــ نأتي الان الى تجربة عمار السويح بالامارات والتي لم تعمّر طويلا... هل يمكن ان تعرف الاسباب؟
التجربة مع الظفرة الاماراتي لم تكن ناجحة مع الاسف الشديد حيث خسرنا ثلاث مقابلات في البطولة مقابل فوز لحساب الكأس... وقد حصلت القطيعة لاسباب تتعلق اساسا بالعلاقة العملية بيني وبين اللاعبين اذ لم يحصل التأقلم والتناغم المنشودين على الرغم من ثقة المسؤولين في شخصي... وقد تمت القطيعة في كنف الاحترام المتبادل حيث تركت في الظفرة عدة اصدقاء كما ان المسؤولين تعاملوا معي بأسلوب حضاري واستغل الفرصة لاتمنى للفريق النجاح والتوفيق.
ــ في الاثناء علمنا ان عدة عروض هامة وصلتك من قطر والسعودية وانك مقبل بالفعل على تجربة خليجية جديدة؟
لا أنكر فعلا حدوث اتصالات مع ناد قطري معروف طلب مني المشرفون عليه التريث وانتظارهم لأيام اخرى واحتراما لهم لن انكر اسم النادي... لكن في الاثناء جاءني عرض الحزم السعودي... وتميزت الاتصالات مع مسؤولية بالسرعة والوضوح والنجاعة حيث ابدوا حرصا كبيرا على انتدابي علما وانني لم أتفق مع الفريق القطري على اي شيء... وبعد تفكير وافقت على عرض الحزم السعودي الذي يتمركز حاليا في وسط ترتيب بطولة النخبة بالمملكة وسوف التحق به بعد عيد الاضحى ان شاء الله... وسأعمل جاهدا على توظيف الخبرة التي كسبتها خلال اشرافي على الاتفاق السعودي لاحقق الأهداف الذي رسمها الحزم.