الترجي خسر اللقاء في وسط الميدان ... والنجم تفوّق على جميع الواجهات
أحدث النجم الساحلي منعرجا حاسما في البطولة بعد أن حقق عديد الأهداف من انتصاره على الترجي الرياضي أهمها استعادة المركز الأول في الترتيب العام وإبعاد أحد أبرز منافسيه الترجي الرياضي على المراهنة الجدية على اللقب.
مباراة الترجي الرياضي والنجم الساحلي لم ترتق إلى المستوى المأمول من الناحية الفنية وقد يكون الهدف المبكر للشرميطي غير كل الحسابات من هذه الناحية والثابت أن الترجي الرياضي لم يكن له مخطط احتياطي في حالة فشل الخطة الأساسية أو حدوث مفاجآت في المباراة. فمقابل نجاح النجم لازم الفشل الترجي الرياضي الذي كان غير قادر على منافسة ضيفه وتاه منذ بداية المباراة!!
ولعل أهم ما ميز المقابلة أن ما كان يعتبر مشكلا للنجم الساحلي تحول إلى نقطة قوة وهنا نقصد «كثرة» المباريات بالنسبة إلى هذا الفريق الذي خاض عددا أكبر من المباريات من منافسه الترجي الرياضي لكن وقائع المباراة كشفت العكس بما أن النجم كان أفضل بدنيا من منافسه وهو ما أكده مدرب الترجي الرياضي يوسف الزواوي بالقول: «قبل المباراة قلت أن تتالي المقابلات بالنسبة إلى النجم الساحلي لا يمكن أن نعتبره بالأمر السلبي لأن ذلك سيساعد اللاعبين على التعود على نسق المباريات كما أن الأداء سيكون جماعيا ولن يكون من الصعب على الفريق إيجاد التوازن الجماعي وهذا ما حدث فالنجم كان في قمة الاستعداد ولعب بشكل جيد» وبالفعل لم يظهر الارهاق على النجم بل انه واصل اللعب بالطريقة ذاتها حتى الدقائق الأخيرة للمباراة وحول ذلك قال مدرب النجم مارشان: يجب أن يجبروننا على اللعب كل يوم حتى ينال الإرهاق من اللاعبين.لقد كنت لاعبا محترفا وأفضل اللعب مباراة في كل ثلاثة أيام على أن ألعب مباراة كل 15 يوما لقد حاولنا أن نغير قليلا في التركيبة كما ان معنويات اللاعبين كانت مرتفعة مما ساعدنا على التغلب على المشاكل. النجم لم يبد عليه الإرهاق رغم أن مدربه حافظ على التشكيلة التي لعبت المباراة الأخيرة باستثناء تراوي الذي استوفى العقوبة وأيضا جلسون سلفا.
سرعة المهاجمين أحدثت الفارق
مباراة أول أمس تشبه إلى حد كبير مباراة ميلانو الإيطالي وأرسنال الأنقليزي التي كان محورها مواجهة بين الخبرة والشباب وقد عادت للطرف الثاني وهو تشبيه استعمله مدرب النجم الساحلي برتران مارشان.فقبل المباراة كان الجميع يدرك أن محور دفاع الترجي ثقيل في تحركاته وان سرعة شبان النجم ستتسبب له في المشاكل وخاصة في المواجهات المباشرة والهدف الأول في المباراة أكد ذلك حين تغلب الشرميطي بكل سهولة على الشعباني. المدرب مارشان لم يخف أن فريقه حاول الاستفادة من هذه النقطة:«كنا نعرف أن حركة المهاجمين ستسبب المشاكل للمنافس ولذلك طلبت من المهاجمين التحرك بلا هوادة للإفلات من المحاصرة التي يفرضها لاعبا المحور والقيام بعملية التقاطع بشكل متواصل لانها ستشتت تركيز المدافعين وتوفر المساحات وهو ما حدث وقد كنا قادرين على تسجيل أكثر من هدف خاصة في شوط المباراة الأول لولا نقص الثقة خلال بعض العمليات لكن الثابت أن حركية لاعبين أقلقت بشكل كبير مدافعي الترجي الرياضي.من جهة أخرى فقد قام بن ضيف الله بعمل كبير خاصة على مستوى الكرات العالية التي كانت توجه نحو الشرميطي وجيلسون».
دفاع الترجي الرياضي كان نقطة ضعف الفريق لأنه لم يحسن التغطية كما أنه عوّل بشكل مبالغ فيه على خطة التسلل التي مكنت النجم من تسجيل الهدف الثاني وكان الشرميطي في إحدى المناسبات قريبا من التسجيل حين انفرد بالحارس إضافة إلى البطء في الحركة ويرى المدرب الزواوي أن ميزات مهاجمي النجم هي التي صنعت الفارق.
وسط ميدان تائه
ولئن كان محور دفاع الترجي الرياضي بطيئا ولم يعرف كيف يتعامل مع سرعة الشرميطي فإن ذلك لا يخفي كون خسارة معركة وسط الميدان كانت عاملا مهما في هزيمة الترجي وخاصة من حيث المردود الجماعي الضعيف للفريق. ويمكن القول أن الأدوار كانت متداخلة ولا يمكن تحديد الدور الذي لعبه مثلا صابر خليفة والدور الذي قام به أبوشروان كما أن المحجوبي كان غير قادر على التأثير على اللعب عكس مجدي تراوي مثلا ولربما يعود فشل الترجي إلى غياب أحمد الحامي لكن الزواوي لا يريد ربط الهزيمة بأسماء محددة: لقد قمنا بعديد الأخطاء الفردية بشكل مبالغ فيه أحيانا ويتجاوز الحد المقبول في مباريات كبيرة لكن في المقابل علينا الاعتراف بأننا خسرنا كل الكرات وكل الحوارات الثنائية المباشرة.
وحسب اعتقادنا فإن وسط ميدان الترجي الرياضي خاض واحدة من أسوإ المباريات بالنسبة إليه في السنوات الأخيرة بدليل أن المهاجمين لم تصلهم أية كرة طوال المباراة وهو أمر يدعو لمزيد العمل في الترجي الرياضي.
مايكل حسن النتيجة لا الأداء
انتداب النجيري مايكل دعم السلسلة الإيجابية لفريق الترجي الرياضي الذي تابع انتصاراته في المدة الأخيرة لكن دون أن يتمكن الفريق من اللعب بطريقة جيدة ويمكن القول أن هذا اللاعب لا يساعد الترجي على اللعب بشكل جيد لأن اللاعبين يعمدون إلى طريقة المريرات الطويلة باتجاهه لاستغلال تفوقه البدني على منافسيه... وهو ما حصل قبل أن يسجل النجم لكن مايكل لم يكن قادرا ان يغيّر المعطيات لان الجمل والفالحي كانا ممتازين. وحتى الكرات الثابتة التي طالما كانت نقطة قوة الترجي الرياضي فإنها لم تكن مجدية بدليل أن الفريق حصل على عديد الكرات دون جدوى والفرصة الوحيدة صنعها أبو شروان من كرة قوية مرت جانبية بقليل.
الترجي بدأ المباراة من أجل العودة إلى مستوى إلا 4 نقاط عن النادي الإفريقي وإلا 3 عن النجم الساحلي لكنه وجد نفسه على بعد 9 نقاط عن النجم و7 عن الإفريقي وهنا يطرح السؤال حول فرصة الفريق بالحصول على اللقب ومن الواضح أن الترجي فقد منطقيا الامال في التتويج لكن أهم ما يمكن الإشارة إليه هو ان الفريق فشل في سياسة التشبيب التي قام بها بعد أن لازم لاعبوه الشبان بنك البدلاء وبالمقابل لم يقدر على تقليص الفارق عن صاحبي الطليعة!!....أما النجم فإنه تمكن هذا الموسم من الانتصار على النادي الصفاقسي في صفاقس و على الترجي في تونس وتعادل مع النادي الإفريقي في العاصمة دون لاعبيه الأجانب وبالتالي فإن الفريق يعيش واحدة من أفضل الفترات في تاريخه.